كيف لى ان اعرف ارادتك يا الله

عدد الرسائل : 4 تاريخ التسجيل : 01/07/2008

كيف لى أن أعرف إرادتك؟

كثيرة هى المواقف فى حياتنا التى نقف أمامها حيارى... نعجزعن التصرف
نرجو فيها الله أن يعيننا على الاختيار... فنعجز عن سمعاعصوته
نطلب منه أن يختار الصالح مرددين " لتكن مشيئتك " ... فتعمى عيوننا عنتمييز مشيئته!!
لحظات كثيرة نعجز فيها عن التفرقة بين إرادة الله و سماح الله !! ... فكثيرا ما نردد ( دى إرادة ربنا ) و لكن هناك فرق كبير بين إرادة الله و سماحالله
فكيف لنا إذن أن نعرف إرادة الله فى حياتنا ؟
يجيب القديس بولس فىرسالته إلى رومية على هذا السؤال... فقبل أن ننال معرفة إرادة الله , يجب أن نكونمؤهلين لهذه المعرفة عن طريق – و الكلام هنا لبولس الرسول- :

1- قدموا أجسادكمذبيحة حية مقدسة.
2- مرضية عن الله عبادتكم العقلية.
3- لا تشاكلوا أهل هذاالدهر.
4- تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم.
أفعلوا هذه الأمور كلها
" لتخبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " ( رو 1:12 ,2 (

فالبعض قديختار أن يسلك بإرادته الخاصة, حسب أهواءه و شهوات قلبه... و البعض الآخر يسلك حسبإرادة الناس إما بدافع الحب أو الثقة أو السيطرة !!
فيعقوب أبو الآباء – فىكيفية نوال بركة أبيه اسحق – كانت تُسّيرُه إرادة أمه رفقة ( تك 27 (
و كثيرونكانوا يتبعون مرشدين مضلين , كما قال الرب لبنى اسرائيل " يا شعبى , مرشدوك مضلون) " أش12:3 (
و رحبعام نفذ إرادة مشيريه من الشباب و كان يظن فى ذلك خيرا له... ولكنها كانت مشورة سيئة أضاعته ( 1مل12 (
إذن ليست إرادة المرشد دائما هى إرادةالله
فلا يجب أذن أن نسير مغمضى الأعين وراء نصائح أى شخص دون أن نختبر إرادةالله الصالحة
كما يقول الكتاب " لا تصدقوا كل روح. بل امتحنوا الأرواح هل هى منالله , لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم " ( 1يو1:4 (
و سماح اللهشىء و إرادة الله شىء آخر
فيوسف الصديق سمح الله بأن يقع الظلم عليه على الرغمأنه ضد إرادة الله
لكن الله أراد أن يتحول هذا الشر إلى خير فقال يوسف لأخوته " أنتم قصدتم لى شرا , أما الله فقصد به خيرا " (تك20:50 (
فلا يجب أن نفسر أىأمر يمر بنا على أنه إرادة الله... فلكى تختبر إرادة الله فى أمر ما يجب أن يكونهذا الأمر صالح و يوافق إرادته
" لتخبروا إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة "
و عبارة " الكاملة " هنا تعنى تنفيذ إرادة الله فى كل شىء... لا تنفيذ جزئى فىأشياء معينة دون الباقى.
فلا نعطى كل القلب و الفكر لله... مثل الشاب الغنى الذىحفظ كل الوصايا منذ حداثته ماعدا واحدة هى محبة المال ( مت 20:19 –22 (
و إرادةالله ليس فيها اندفاع
لذا إن أتاك فكر معين و أحسست بنفسك مندفعا بحماس شديدتجاهه ولا تمنح لعقلك مجالا للتفكير و التروى , فأعلم أنه ليس من عند الله... فطرقالله هادئة بغير اندفاع
و إن أردت أن تختبر مشيئتك الخاصة هل هى توافق إرادةالله أم لا...

فاصبر و تتبع القول الذى يوافق نصيحة غمالائيل معلم الناموس ( أع5 : 23 , 38 , 39 )الذى من عند الله يثبت. و الذى ليس من الله يزول
و لتختبرإرادة الله الصالحة يجب أن تجدد ذهنك و تستنر بعمل الروح القدس فيه
كما قالالكتاب " تغيروا بتجديد أذهانكم , لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة " (( رو2:12
كذلك مشاكلة أهل هذا الدهر بالقلوب و الرغبات العالمية , تحجب إرادة اللهالصالحة
و مع كل هذا... اصحب حماسك بالصلاة و التضرع إلى الله مرددا
" علمنىيا رب طرقك. فهمنى سبلك. أهدنى إلى طريق مستقيم "

6 لكن ليُطلبُ بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجاًمن البحر تخبطه الريح و تدفعه. 7 فلا يظُن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب

(رسالةيعقوب الإصحاح الأول)